شملت حرب السنوات السبع نزاعَين، الأول تركز على الصراع البحري والاستعماري بين بريطانيا وأعدائها من العائلة البوربونية الحاكمة في فرنسا وإسبانيا؛ والثاني، حول النزاع بين فريدريك الثاني في بروسيا وخصومه: النمسا وفرنسا وروسيا والسويد. والجدير بالذكر أنه كان هناك صراعان آخران أقل بروزًا، كمقاومة جورج الثاني ملك بريطانيا، بصفته أمير لهانوفر وحليف لفريدريك الهجمات الفرنسية في ألمانيا بدايةً فقط مع قوات هانوفر وهيسيان، ثم بمساعدة القوات البريطانية أيضًا، والنزاع الثاني في عام 1762، عندما هاجمت إسبانيا بدعم من فرنسا البرتغال حليفة بريطانيا، ولكن تمكن البرتغاليون، بفضل المساعدة البريطانية، من المقاومة بنجاحٍ.
بداية حرب السنوات السبع
بدأت حرب السنوات السبع والمعروفة باسم الحرب الفرنسية والهندية كانت رسميًا عندما أعلنت إنجلترا الحرب على فرنسا، فقد كان القتال والمناوشات بين إنجلترا وفرنسا مستمرةً في أمريكا الشمالية لسنواتٍ.
في أوائل خمسينيات القرن الثامن عشر، أدى التوسع الفرنسي في وادي نهر أوهايو إلى دخول فرنسا مرارًا وتكرارًا في نزاع مسلح مع المستعمرات البريطانية. وفي عام 1756- السنة الرسمية الأولى للقتال في حرب السنوات السبع- عانى البريطانيون من سلسلةٍ من الهزائم ضد الفرنسيين وشبكتهم الواسعة من التحالفات مع سكان أمريكا الأصليين ولكن في عام 1757، أدرك رئيس الوزراء البريطاني ويليام بيت (الأكبر) إمكانات التوسع الامبراطوري التي ستأتي من النصر على الفرنسيين واقترضت بريطانيا بكثافةٍ لتمويل مجهودٍ حربيٍّ موسعٍ، كما قام بيت بتمويل حربٍ بروسيا ضد فرنسا وحلفائها في أوروبا.
بحلول عام 1760، طُرد الفرنسيون من كندا، وبحلول عام 1763 وافق جميع حلفاء فرنسا في أوروبا على سلامٍ منفصلٍ مع بروسيا كما هُزم البعض. بالإضافة إلى ذلك، فشلت المحاولات الإسبانية لمساعدة فرنسا في الأمريكتين، وعانت فرنسا أيضًا من هزائم أمام القوات البريطانية في الهند.
نهاية الحرب
في 10 فبراير 1763، وقعت المملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا معاهدة باريس، شكلت هذه المعاهدة نهاية حرب السنوات السبع (أطلق على الجزء الاستعماري الحرب الفرنسية- والهندية). في المعاهدة، فقدت فرنسا العديد من المستعمرات لصالح البريطانيين، بما في ذلك كندا وفلوريدا الغربية في أمريكا الشمالية، بينما حصلت إسبانيا على مقاطعة لويزيانا الفرنسية.
على الرغم من أن المعاهدة أثبتت أنها نهاية معظم مستعمرات فرنسا في نصف الكرة الغربي، إلا أن تأثيرها لا يزال قائمًا، فقد بقي العديد من المستوطنين الفرنسيين في المستعمرات البريطانية. ففي مقاطعة كيبيك الكندية، لا يزال الطعام واللغة والثقافة الفرنسية مهيمنين، كما يمكن رؤية الانطباع الثقافي الفرنسية المماثلة في ولاية لويزيانا، حيث تضم ثقافات الكاجون والكريول التأثيرات الفرنسية في المنطقة.
نتائج الحرب
تُركت بريطانيا كقوةٍ عالميةٍ مهيمنةٍ وإن كانت مُثْقَلة بالديون، فقد أدت تكلفة الحرب إلى مشاكلٍ جديدةٍ في العلاقة مع مستعمراتها، كما كانت فرنسا على الطريق إلى كارثةٍ اقتصاديةٍ وثورةٍ، بينما خسرت بروسيا تقريبًا 10٪ من سكانها، ولكن مكنتها حنكة فريدريك من البقاء بعيدة عن تحالف النمسا وروسيا وفرنسا.
تبعت الحرب العديد من الإصلاحات، وفشلت النمسا في تقليص قوةٍ بروسيا، الأمر الذي استفادت منه روسيا وفرنسا، وأدى إلى قيام امبراطوريةٍ بروسيةٍ متمركزةٍ في ألمانيا. وشهدت الحرب أيضًا تحولًا في ميزان القوى الدبلوماسية، وذلك بانخفاض أهمية إسبانيا وهولندا، لتحل محلهما قوتان عظيمتان جديدتان: بروسيا وروسيا. كما دُمرّت ساكسونيا.