وهو بئرغريب يقع في حضرموت في اليمن، يُقال أنه يقع في وادٍ يُعرف بوادي برهوت وقد رُوِيَ عن النبي : أنه فيه أرواح الكفار والمنافقين.
كما رُوِيَ عن علي بن أبي طالب قوله أن: أبغض البقاع إلى الله وادي برهوت بحضرموت, فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار.
وهناك مقولات تؤكد أن أحد ملوك الدولة الحميرية القديمة استعان بالجن في حفر هذه البئر من أجل إخفاء كنوزه ، وعندما مات الملك استوطن أتباعه من الجن البئر؛ ولهذا السبب أطلق عليها "برهوت"؛ حيث إن اسم برهوت في اللغة الحميرية القديمة معناه "أرض الجن أو مدينة الجن".
ومن القصص التي تروي عن هذه البئر العجيبة ما ذكرها الأصمعي عن رجل حضرمي أنه قال : إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً.
ويحكي أهل المنطقة أنه في زمن مضى مرت على الناس فترة جفاف وجدب ، فأدلوا برجل لينزل ويأتيهم بالماء من البئر وحين صار في منتصف الهوة صاح بهم برعب أن يرفعوه , وحين رفعوه لم يجدوا غير نصف جثته فقط . كما يحكون عن راعية غنم تركت طفلها هناك فاختفى في غمضة عين .
وبعيدا عن الأساطير التي تحكى عن تلك البئر , فإن الحقائق أكثر إفزاعاً مما قد تتخيلوا .. يقول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( خير ماءٍ على وجه الأرض ، ماء زمزم ، وشر ماءٍ على وجه الأرض ، ماء بوادٍ في حضرموت يقال له برهوت ماؤها أسود منتن ).
يحكى أن هذه البئر العميقة تصدر منها روائح كريهة وتتصاعد أدخنة سامة في بعض الأوقات.
وبيَّنت دراسة لأحد الباحثين اليمنيين ناقش خلالها الأساطير المتداولة عن البئر منذ زمن سحيق، حيث تكلم أهل العلم قديماً عن البئر وأفاضوا كثيراً. وتضمنت الدراسة ما نُسج حول البئر من أساطير وحكايات، حيث وُصف بأنه بئر عميقة لا قعر لها، وأبطالها من الجان ومردة الشياطين، وقيل: إن امرأة كانت ترعى الأغنام وضعت وليدها على مقربة من البئر، فاختفى فجأة.، بينما أشارت أقاويل أخرى إلى أن "فتحة البئر" سيخرج منها يوم القيامة المعذبون في الآخرة. وتقع "بئر برهوت" العجيبة والغريبة، أو "بئر قعر جهنم"، أو "البئر السوداء" في محافظة المهرة باليمن، ويصل عمقها لأكثر من 250 متراً، ولا تُرى إلا عندما تكون أشعة الشمس متعامدة تماماً عليها، وتسكنها الحيات والأفاعي الكبيرة النادرة.
ويقول أحد الشهود في وصف بئر "برهوت" بمحافظة المهرة: "إن المفاجأة الحقيقية والمذهلة، والتي لم أكن لأصدقها لولا أنني رأيتها بأم عيني أنا وزميلي، هي رؤيتي لقاع هذه البئر، والخضرة تحيط بها من كل جانب، وهدير ماء متدفق، وكأنه نهر جارٍ، يُسمع بوضوح ومن دون تشويش". وأضاف: "بدأت أتساءل: هل ما أشاهده وأسمعه هو حقيقة واضحة أم أنني في حلم من أحلام اليقظة الوردية؟ إلا أننا سرعان ما تنبهنا أننا أمام ظاهرة حقيقية وطبيعية موجودة في منطقة قاحلة لا ماء فيها ولا خضرة، على الرغم من أننا سمعنا هدير الماء المتدفق، وكأنه شلال في باطن هذه الصحراء".
كما أكد باحثون أن هناك أحاديث نبوية شريفة عن هذا البئر، ومنها قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في "بئر برهوت": "إن فيها أرواح الكفار والمنافقين، وهي بئر عادية قديمة عميقة في فلاة عميقة في فلاة وواد مظلم". وعن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: "أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت؛ فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار". ولا تزال هذه البئر سراً من أسرار الطبيعة