أين يذهب الوزن الذي نفقده

أين يذهب الوزن الذي نفقده ؟

قراءة الميزان تشير إلى أنّك خسرت بعض الوزن ،و لكن فضولك قد يدفعك للتساؤل ، أين ذهب تلك الغرامات التي فقدتها؟ فأين حقاً ذهبت ؟

بينما نحاول أن نفهم العلاقة المعقدة بين الغذاء الجيد و التمرين المتعب ، يسهل علينا نسيان حقيقة أن أجسادنا هي آلات حرق للطاقة؛ مثل السيارة المتعطشة للبنزين تماماً ، تعمل أجسامنا على الطاقة والمواد الغذائية المأخوذة من الغذاء.

تقوم سلسلة من التفاعلات الكيميائية المتعددة بتحويل بيتزا كاملة إلى أشكال مختلفة من الطاقة التي تُفقد وتحترق، اعتماداً على طبيعة الغذاء والبناء وكمية الأوامر التي تعطيها لجسدك.

يوضح الدكتور Beau Greer مدير برنامج العلوم التطبيقية والغذائية في جامعة سيكرد هارت قائلاً: “لو كنا نقود دراجة فنحن في الأساس ننقل بعضاً من طاقتنا إلى تلك الدراجة، وهو ما يدفع الدواسات دائرياً ضد مقاومة معينة.

ومع ذلك، فمعظم الطاقة المستخدمة في ركوب الدراجة أو أي نوع اخر من التمارين تُفقد على شكل حرارة.

وبتحديد أكبر، يمكنك شكر دورة حمض الستريك – أو كما يتذكره بعض طلاب علم الأحياء الداخلية: دورة “كريبس Krebs” – لهذا الفقد من الطاقة.

عندما تتناول طعامك فإن مختلف الدهون والكربوهيدرات الموجودة في الطعام تهضم وتتحول إلى طاقة كيميائية تسمى “ادينوسين ثلاثي الفوسفات”و يرمز له بـ ATP.

هذا المركب يقوم بمهمات مختلفة؛ فهو يساعد في الأيض الخلوي و التنفس و كذلك النقل ، و هو أيضاً ما يسمح لعضلاتك – الداخلية والخارجية على السواء- بالإنقباض.

في نهاية عملية الحرق هذه تنتج أشكال معينة من الفضلات، شبيهة بتلك الصادرة من سيارتك.

إنما جسمك لا يعطي غازات ملوثة، ولكن انبعاثات ثابتة من البول و البراز و لعرق.

ولكن هناك شيء آخر يحدث هناك، بالإضافة إلى عملية التنفس ، و هي علامة مؤكدة على أن دورة كريبس تعمل بالشكل المطلوب، فإن جسمك يعطي الحرارة.

وهنا كما يقول Greer يذهب الوزن المفقود.

يقول Greer : “نحن ننفق الطاقة في جميع الأوقات، وقت الراحة، ممارسة التمارين، وفي كل الأوقات بينها.

الفرق هو معدل إنفاق هذه الطاقة” عندما يخفق قلبك بشكل جنوني خلال التمرين، القليل من الطاقة التي تنتجها توجه نحو هذا النشاط الذي تقوم به.

” بالمناسية إذا حرقت 100 سعرة حرارية لركوب الدراجة تحتاج فقط 20 سعر حراري لتحريك الدواسات ، السعرات الثمانين الباقية ينفقها جسمك لإنتاج الحرارة”.

الحرارة هي ليست العامل الوحيد ، ولكن عندما تمارس التمارين الرياضية أنت باستمرار تستنشق الأوكسجين و تعطيه لعضلاتك، وكنتيجة نهائية لهذا هي إخراج كمية من ثاني اكسيد الكربون.

مع كل خطوة على جهاز التمرين ، أنت تزفر سحابة من ثاني أكسيد الكربون والذي تعد جزيئاته أثقل من جزيئات الأكسجين التي يستهلكها جسمك خلال عملية إنتاج الطاقة.

لذلك ، في الوقت الذي تحرق فيه الطاقة أنت حرفياً تزفر وزنك خارجاً.

على الأغلب جميعنا قد سمع بالنصيحة الرياضية الأشهر “قم بالتمارين الرياضية فهي تحرق الدهون” ، في الواقع يكمن السبب في أنّ التمارين الرياضية تحرق دهوناً أكثر من الجلوس أمام التلفاز أو عدم القيام بشيء هو أنّ أجسامنا تقوم بالتنفس الخلوي لإنتاج المزيد من ATP من أجل الطاقة أكثر من إنتاجها لمواد اخرى كالكبريتات و النترات.

في هذه الحالة، وظائف التمثيل الغذائي لا تحتاج إلى ممارسة الرياضة على الإطلاق.

معظم الطاقة التي نحرقها خلال اليوم تحدث خلال فترات الراحة في جميع الأحوال.

يقول Greer : “هذا هو السبب الذي يجعلني أحب المنشورات التي تعرض نوعية معينة من الأنظمة الصحية، و التي تظهر 500 سعرة حرارية من الطعام غير الصحي ثم تعطيك كم من الوقت الذي تحتاجه في ممارسة الرياضة لتحرق هذه الكمية.

هذا صحيح! ولكنك تستطيع أن تستلقي على الأريكة لمدة سبع ساعات ونصف لتحصل على نفس النتيجة!! هي فقط مسالة الوقت اللازم لحرق هذه السعرات الخمسمئة.

كسب وفقدان الوزن هو الفرق بين كمية السعرات التي تأخذها مقابل ما تستخدمه من هذه السعرات؛ معدل الأيض القاعدي أو الـBMR للشخص هو ما يؤثر جزئياً في الرقم الثاني، وهو يشير إلى عدد السعرات الحرارية التي سوف يحرقها الشخص في فترة محددة بدون أي إنفاق خاص للطاقة.

بعض الناس يأكل طول اليوم دون كسب أي غرام من الوزن، هؤلاء من لديهم معدل أيض قاعدي عالي ، أجسامهم تحرق طاقة أسرع بكثير من الأشخاص الآخرين ، بمعنى أنّه للحفاظ على وزن معين ، عليهم الحصول على قدر أكبر من السعرات الحرارية.

بالنسبة لمعظم الناس، أو على الأقل 69% من الأميركيين، و الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن، الهدف هو زيادة معدل الأيض لديهم.

التمرين هو أحد الخيارات، و التمارين مثل رفع الأثقال على وجه الخصوص، لأنها تعمل على شد العضلات الهزيلة.

كلّما كانت العضلات أكبر كلّما كان الـBMR أعلى.

تناول الطعام الصحي يساعد أيضاً ، تقول ماريسا ليبرت؛ اختصاصية تغذية في نيويورك: “إذا كنت تأكل أطعمة طازجة تماماً أكثر من الأطعمة الجاهزة ، فإن جسدك سوف يعمل بشكل أكثر كفاءةً وسوف يحرق السعرات بالطريقة المثلى.

بمعنى أنّه يمكن حرق الطاقة باستمرار بسرعة قليلة و بشكل أكثر ثباتاً”.

مع الحميات الغذائية الجيدة ، تُستهلك السعرات الحرارية بسرعة أكبر و تقل نسبة السكريات في الدم.

هذا هو السبب في أنّ الحميات الغذائية والتمارين الرياضية هي أمر مهم للغاية.

فلا يمكنك أن تقوم بالتمارين الرياضية المُتعبة بدون الذاء المناسب لإمداد جسمك بالطاقة فعندها لن يعمل جسمك بالطريقة المُثلى و لن يحق لك أن تتساءل لماذا لا ينقص وزنك..

تم عمل هذا الموقع بواسطة